سقوط أُحُد- كارثة رياضية تستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ تاريخ عريق.
المؤلف: سامي المغامسي08.21.2025

ما الذي أصاب نادي أُحد العريق؟ وكيف انحدر مستواه بهذا الشكل المفجع في مختلف الألعاب، ولا سيما كرة السلة وكرة القدم؟ ولماذا تقاعست الجهات المسؤولة عن مد يد العون له قبل هذا الانهيار الشامل؟ والسؤال الأكثر أهمية: هل من الممكن تدارك ما يمكن تداركه؟ وكيف السبيل إلى ذلك بعد أن تم تجريده من عناصره الأساسية وانتقال أغلب لاعبيه في كرة السلة والقدم إلى أندية أخرى، بل إن بعض اللاعبين أصبحوا بلا عقود، ويحق لهم الانتقال بحرية تامة؟
لقد حذرت مرارًا وتكرارًا من القصة المحزنة لنادي أُحد، وكتبت عنها بتوسع في عدة مقالات سابقة، وحذرت من أن يصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم، وأن ينحدر إلى أسوأ نقطة في تاريخه، لأن المؤشرات كانت جلية وواضحة للعيان، وهذا ما حدث بالفعل.
وهنا سأتطرق إلى اللوائح التي سمحت لبعض الطامحين إلى الأضواء والشهرة باستغلال الكيانات الرياضية لتحقيق مآربهم الشخصية، حتى وإن كان ذلك على حساب التاريخ العريق لهذه الأندية. فالبعض يتقدم للترشح لرئاسة نادٍ جماهيري، وهو يفتقر إلى أدنى خبرة في المجال الرياضي. قد يكون دافعًا للمال فحسب، وطالما أنه دفع، يحق له الترؤس والترشح، حتى وإن كان جاهلًا بأبجديات الرياضة. نعم، الأندية بحاجة إلى المال، ولكن الأهم هو الفكر النير والخبرة الواسعة، حتى لا يتبدد المال ويسقط النادي، كما حدث لنادي أُحد بهذا الشكل المأساوي.
هل يعقل أن بطل الخليج وبطل كرة السلة السعودية، الذي لم يتمكن أي نادٍ آخر حتى الآن من كسر رقمه القياسي في عدد بطولات الدوري، أن يهوي بهذا الشكل وينزل إلى دوري الدرجة الأولى؟ هل يعقل أن سيد هذه اللعبة وأحد أقطابها وأعمدتها أن يمنى بمثل هذه الكارثة؟ (عوضين)، المشجع الأُحدي المتعصب، يردد دائمًا: "كرة سلة بدون أُحد لا تستحق المشاهدة".
كانت صالة المدينة المنورة تغلق أبوابها باكرًا عندما يخوض سيد اللعبة المباراة النهائية، وتتدافع الجماهير مبكرًا لحجز مقعد، والاستمتاع بفنون كرة السلة. فأين هي تلك الجماهير الغفيرة اليوم بعد هبوط عملاق كرة السلة السعودية والخليجية؟
نادي أُحد، الذي كان يشكل أيقونة رائعة في كرة القدم السعودية، يقبع الآن في دوري الدرجة الثانية. ولا ندري ما هو مصير الفريق في الموسم القادم، فقد ينزلق إلى دوري الدرجة الثالثة. ما حل بنادي أُحد هو كارثة رياضية بكل المقاييس، أشبه بانهيار صرح شامخ استغرق بناؤه سنين طويلة، ثم انهار في لحظات.
جماهير ومحبو نادي أُحد يحدوهم تفاؤل حذر بوزارة الرياضة، ويتطلعون إلى إنصاف هذا الكيان الشامخ بعد تدخلها وحل المجلس السابق، وينتظرون محاسبة كل من تسبب في سقوط هذا النادي المديني العريق. ولا شك أن الوزارة لن تتخلى عن النادي الذي مثل كرة السلة السعودية خير تمثيل، وستعمل على إعادته إلى سابق عهده، وترشيح الكفاءات المؤهلة لإدارة النادي في هذه المرحلة الصعبة للغاية.